................... إن زخارف الحياة تبهر العين وتخلب اللب فنلهث خلفها ونجرى وراءها لا نرى سواها ولا نطلب إياها حتى إذا ما عثرنا عليها تعثرت أقدامنا واختلف علينا طريقنا وتشبثنا بأيدينا ثم نظرنا فلم نجد سوى سراب لمع زمنا فبهر أبصارنا فلما ذهبنا نستبق خلفه وجدنا العدم وليت الأمر يقف عند فوات المحبوب المرغوب ولكن تتراكم علينا المكاره فإذا بالاحزان من خلفنا تتطاول حتى تحجب عنا ضوء الشمس وإذا بالهموم أمامنا تتمادى حتى ننسى معها أنفسنا وإذا بالعيون تسهد بعد نوم وإذا بالفؤاد يضطرب بعد راحة وإذا بالأمراض تقف غير بعيد ترقب هذا الجسد المتهالك على الدنيا حتى غذا سقط افترسته ونهشته نهشا لا رحمة فيه ولا هوادة..فيالسوء المصير !!
هذا رجل يملك قوته وكفايته ىخرج فى الصباح يعمل وينصب ثم يعود فيأكل ويشرب ويحمد الله تعالى ويلاعب أهله وأولاده ويفرح ويمرح وتملأ بيته ضحكته الرنانة ويزور أصدقاءه ثم يعود الى الفراش ليسكن بعد حركة دائبة وسعادة دائمة فينام ملء جفونه لا يحزن على شىء ولم ؟؟ وقد أكل حتى شبع من فضل الله وشرب حتى روى من ماء الله الطهور وفرح وضحك وحمد الله وأدى ما عليه فلينم الآن مرتاح الضمير هانئ البال..
وهذا رجل آخر جعل المال غايته العليا وهدفه الأسمى فذهب يجمع ويحرم نفسه ويشقيها من أجل الجمع والكنز إذا حصل له مائة أرادها ألفا فإن حصل عليها اشتهى المليون ثم يقول : مليون واحد لا يكفى !! (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ) فيظل يجمع و يكنز حتى لا يشبع إلا بتراب المقبرة الذى يقتحم جوفه اقتحاما ليملأ هذا الفم الذى لا يشبع أبدا !!
هذا الرجل لا يملك وقته ليتنزه قليلا أو يمارح أولاده الصغار
هذا الرجل لا يملك نفسه ذاتها فهو إنسان اختار أن يدور فى الساقية كما يدور الثور معصوب العينين يظن أنه يسير إلى الأمام بينما هو فى الحقيقة يدور حول نفسه فقط ويجهد ويتعب ويشقى ثم ينتهى إلى حيث بدأ.
إنه لا يملك المال الذى يجمع بل الأحرى أن نقول إن المال يملكه أو على حد التعبير النبوى الهادى ( يستعبده )( تعس عبد الدرهم)
......................................... وللحديث بقية إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق