بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 أغسطس 2011

زخارف الحياة-2

..............إنى لأعجب لصنف من البشر كثيرين و ياللأسف يروق لهم اختزال الإنسان ,قلبه و لسانه ,روحه و جنانه,أفراحه و أتراحه,آلامه وأحلامه إلى مجرد دينار يمشى على الأرض وجنيه يفكر ويتكلم و من معه قرش يساوى قرشا ومن ليس معه شىء لا يلزمه شىء!!!!
(يا حسرة على العباد) كيف رضوا لأنفسهم أن يعبدوا الدينار و الدرهم و أن لا يرى الناس فيهم إلا جيوبا ممتلئة بالأموال و البنكنوت؟؟
الصنف الثانى من الناس:فريق من البشر عيناك منهم فى جنة والعقل منهم فى جحيم وعذاب ترى الواحد منهم جميل الوجه ذلق اللسان يتحدث بسبعة ألسن يسحرك بلسانه حتى تمسك السماءو يصدمك بأفعاله و أخلاقه حتى كأنك سقطت فى بئر مظلم ليس له قرار.
و لعمرى هل كان بلال بن رباح ذلك القديس الجليل الذى سمع مولانا النبى وقع نعليه فى الجنة وهو ما يزال فى دنيا الناس إلا عبدا أسودا كأن رأسه ذبيبة؟؟؟!!
إنى أتخيل الآن مجتمع المدينة و أشهد بلالا و ابن سلول قائمين و لنحكم نحن الآن!!بل ان كثيرين من أهل العالم الذى نعيش فيه الآن أجمل منظرا وأبهى منطقا من بلال و لكن ....................................................هل يوجد فى العالم الآن قلب بلال المؤمن الطاهر؟؟!..اللهم لا.....هل يعرف العالم الآن تلك الروح الراسخة رسوخ الجبل وتلك الابتسامة الهادئة العذبة التى هزمت الصخر و الشرك و الظلم و الطغيان؟؟.....إن ما يعرفه عالم اليوم هو تلك الأرواح المنهزمة و تلك الأجساد المتهتكة و تلك النفوس المنحلة لا يعرف هذا العالم إلا ربا واحدا هو المال يسلك من أجله كل الشعاب و المسالك و لا يتكلم إلا لغة واحدة هى لغة القوة و السيطرة (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)
و إنا لنعرف ذلك أيضا سنة سارية فى كون الله تعالى فإنه ليس هناك أنعم من ملمس الثعبان ومع ذلك ففى غدد لعابه السم الزعاف!! فالشكل ليس دليلا على المضمون و العرض لا يحكم الجوهر ولذلك انظر إلى كلمات بلال عندما خطب له و لأخيه قال بلال :
(كنا عبدين فأعتقنا الله
و كنا ضالين فهدانا الله
و كنا فقيرين فأغنانا الله
فإن تزوجونا فالحمد لله
و إن لم تزوجونا فلا حول ولا قوة إلا بالله )
إنها كلمات رجل مؤمن يفهم الدنيا على حقيقتها و يزن الأمور بميزان الله,ميزان السماء, ليس بميزان أهل الأرض المغرورين...............و ما زال للحديث بقية0