بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

زخارف الحياة

الزخرفة تعنى تزيين الشىء من الظاهر فقط بحيث يبدو جميلا للعيون و الأبصار دون اهتمام بالعقول و البصائر و لا شك أن السعادة عند الحكماء و العقلاء بجمال الباطن و الحقيقة و الجوهر لا بجمال الظواهر و الأشكال و إنى على امتداد حياتى على الأرض أشهد أنى رأيت صنفين من البشر مختلفين جد الإختلاف يشهدان لقولى :
الأول : قوم جمل الله أرواحهم بالإيمان وزين به قلوبهم و زين الإيمان بهم !! فنضح الجمال على وجوههم و حتى لو لم يكونوا من أهل الجمال الظاهر فترى رجلا أسمر شديد السمرة ليس له نصيب من الحسن الظاهر لكن الله وهبه حسنا آخر لا يتغير و لا يتبدل و هو حسن الجوهر فمجرد أن تقع عليه عيناك حتى ترى هذه السمرة تنبض بالنور وتتألق بالرضا فتسكن روحك عند رؤيته وتشعر بارتياح الى لقائه
ويذكرنى هذا الصنف من الناس برجل بدوى اسمر شديد السمرة اسمه (زاهر)كان ياتى رسول الله صلى الله علية وسلم _كل عام بتمر البوادى فيمكث معه ايام ثم يرحل وذات مرة وهو فى سوق المدينة اذ طلع نبى الهدى خلف ظهره وغمى على عينيه ثم اخذ يدور به وينادى مداعبا له !! (من يشترى هذا العبد ؟ ) !! وهنا تاتى الحكمة ويظهر المقياس الصحيح الذى تقاس به النفوس اذ تجد هنا مقياسين:
مقياس الظاهر_مقياس الباطن /او ان شئت فسمه مقياس الدنيا ومقياس الاخرة او الاحرى ان نسميه مقياس الجسد المادى ومقياس الروح !!يقول زاهر:(اذا تجدنى كاسدا يارسول الله )!! 
لقد نظر زاهر الى الخارج -الى الجسد الاسود الناحل واصدر حكما منطقيا على نفسه !!فكم يساوى هذا العبد فى دنيا الناس وفى سوق الرجال _فالجلد اسود والجيب ابيض واليدان صفر وهنا يتجلى المقياس الروحى حين يعلنها مولانا رسول  الله صلى الله عليه وسلم  فى الافق لزاهر ولغيره (انت عند الله غال )
يالها من كلمة خير من الدنيا واهلها جميعا هذا رسول الله ينظر بنظر الله فى الامور يرى مالا يراه الناس  او يتعامون عن رؤيته يرى ايمان زاهر وقلبه التقى ونفسه الطاهرة (ان الله لاينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم )فاذا كان الجلد مظلم فالروح مضيئة واذا كان الوجه اسود فالقلب ابيض مستنير واذا كانت اليد خلوا من المال فان النفس غنية _وهو الغنى بالحق والخيرات والاعمال الصالحات واذا خف العبد الاسود فى ميزان الذهب والفضة واستخف به اهل الدنيا العميان فان (لااله الا الله )فى قلبه اثقل من السماوات والارض جميعا .......... وللحديث بقية